کد مطلب:145658 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:186

ارسال رأس الامام الحسین الی ابن زیاد
فال السید بن طاووس رحمه الله فی «اللهوف» و الشیخ ابن نما فی «مثیر الأحزان» و اللفظ للسید رحمه الله:

ان عمر بن سعد لعنه الله بعث برأس الحسین علیه السلام فی ذلك الیوم - و هو یوم عاشوراء - مع خولی بن یزید الأصبحی و حمید بن مسلم الأزدی الی عبیدالله بن زیاد لعنه الله.

و أمر برؤوس الباقین من أصحابه، و أهل بیته، فنظفت [1] و سرح [بها] مع شمر بن ذی الجوشن و قیس بن الأشعث و عمرو بن الحجاج لعنهم الله، فأقبلوا حتی قدموا بها الكوفة.

و أقام بقیة یومه و الیوم الثانی الی زوال الشمس. ثم رحل بمن تخلف من عیال الحسین علیه السلام و حمل نساءه علیه السلام علی أحلاس أقتاب [الجمال] بغیر وطاء [و لا غطاء] مكشفات الوجوه بین الأعداء، و هن ودائع خیر الأنبیاء، و ساقوهن كما یساق سبی الترك و الروم فی أشد [2] المصائب و الهموم [3] .

قال السید رحمه الله: و روی أن رؤوس أصحاب الحسین علیه السلام كانت ثمانیة و سبعین رأسا، فاقتسمتها القبائل، لتتقرب بذلك الی عبیدالله بن زیاد لعنه الله و الی یزید بن معاویة لعنه الله.


فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا، و صاحبهم قیس بن الأشعث لعنه الله.

و جاءت هوازن باثنی عشر رأسا، و صاحبهم شمر بن ذی الجوشن.

و جاءت تمیم بسبعة عشر رأسا.

و جاءت بنوأسد بستة عشر رأسا.

و جاءت مذحج بسبعة عشر رأسا.

و جاء باقی الناس بثلاثة عشر رأسا [4] .

و فی «العوالم» عن صاحب «المناقب» و ابن نما رحمه الله و أبی مخنف:

أن عمر بن سعد لعنه الله لما دفع الرأس الی خولی بن یزید الأصبحی لعنه الله لیحمله الی ابن زیاد لعنه الله أقبل به خولی لعنه الله [لیلا] فوجد باب القصر مغلقا، فأتی به منزله، و له امرأتان: امرأة من بنی أسد، و أخری حضرمیة یقال لها: النوار، فآوی الی فراشها، فقالت له: ما الخبر؟

فقال لها: جئتك بالذهب، هذا رأس الحسین معك فی الدار.

فقالت: ویلك! جاء الناس بالذهب و الفضة، و جئت برأس ابن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، والله؛ لا یجمع رأسی و رأسك و سادة أبدا.

قالت: فقمت من فراشی و خرجت الی الدار، و دعا بالأسدیة، فأدخلها علیه، فما زالت والله؛ أنظر الی نور مثل العمود یصعد من الاجانة التی فیها رأس الحسین علیه السلام الی السماء، و رأیت طیورا بیضا ترفرف حولها و حول الرأس [5] .

و فی كتاب «التبر المذاب» قال الواقدی: لما حمل الشمر لعنه الله رأس


الحسین علیه السلام جعله فی مخلاة، و ذهب به الی منزله، فوضعه علی التراب و جعله علی اجانة.

فخرجت امرأته لیلا فرأت نورا ساطعا عند الرأس الی عنان السماء [6] ، فجاءت الی الاجانة، فسمعت أنینا تحتها، فجاءت الی شمر لعنه الله و قالت: رأیت كذا و كذا فأی شی ء تحت الاجانة؟

قال: رأس خارجی قتله، و أرید أذهب به الی یزید لیعطینی علیه مالا كثیرا.

قالت: و من یكون؟

قال: الحسین بن علی.

فصاحت و خرت مغشیة علیها، فلما أفاقت قالت: یا شر المجوس! ما خفت من اله الأرض و السماء؟

ثم خرجت من عنده باكیة، و رفعت الرأس و قبلته و وضعته فی حجرها، ودعت نساء یساعدنها بالبكاء علیه، و قالت: لعن الله تعالی قاتلك.

فلما جن اللیل غلبها النوم، فرأت كأن الحائط قد انشق بنصفین و غشی البیت نور، و جاءت سحابة [7] فاذا فیها امرأتان، فأخذتا الرأس فسألت عنهما؟

فقیل: انهما خدیجة و فاطمة علیهماالسلام.

ثم رأت رجالا و فی وسطهم انسان وجهه كالقمر لیلة تمامه، فسألت عنه.

فقیل: محمد صلی الله علیه و آله و سلم، و عن یمینه حمزة و جعفر و أصحابه، فبكوا و قبلوا


الرأس.

ثم جاءت خدیجة و فاطمة علیهماالسلام الی امرأة الشمر و قالتا لها: تمنی ما شئت، فان لك عندنا منة [ویدا] بما فعلت، فان أردت أن تكونی من رفقائنا فی الجنة فأصلحی أمرك فانا منتظروك.

فانتبهت من النوم و رأس الحسین علیه السلام فی حجرها، فجاء الشمر لعنه الله لطلب الرأس، فلم تدفعه الیه و قالت له: یا عدو الله! طلقنی فانك یهودی، والله؛ لا أكون معك أبدا.

فطلقها، فقالت: والله؛ لا أدفع الیك هذا الرأس أو تقتلنی، فضربها ضربة كانت منیتها فیها، و عجل الله بروحها الجنة [8] .

و فی خبر أبی مخنف: قال الطرماح بن عدی: كنت فی القتلی، و قد وقعت فی جراحات، و لو حلفت لكنت صادقا انی كنت غیر نائم اذ أقبل عشرون فارسا و علیهم ثیاب بیض، یفوح منها المسك و العنبر، [فقلت فی نفسی: هذا عبیدالله بن زیاد لعنه الله قد أقبل یطلب جثة الحسین علیه السلام لیمثل بها] [9] .

فجاؤا حتی صاروا قریبا منه [10] ، فتقدم رجل الی جثة الحسین علیه السلام [11] و أجلسه قریبا منه، فأومی بیده الی الكوفة، و اذا بالرأس قد أقبل فركبه علی الجسد، فعاد مثل ما كان بقدرة الله تعالی و هو یقول:


یا ولدی! قتلوك [أتراهم ما عرفوك] [12] ، و من شرب الماء منعوك، [و] [13] ما أشد جرأتهم علی الله تعالی.

ثم التفت الی من كان عنده فقال: یا أبی آدم! و یا أبی ابراهیم! و یا أبی اسماعیل! و یا أخی موسی! و یا أخی عیسی! أما ترون ما صنعت الطغاة بولدی؟! لا أنالهم الله شفاعتی [یوم القیامة] [14] .

فتأملته، فاذا هو رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم [15] .

و زاد السید رحمه الله فی «أنواره»: فجعلوا یبكون و یعزون النبی صلی الله علیه و آله و سلم زمانا طویلا، و هو یحثوا التراب علی رأسه و شیبته الطاهرة، و الحسین علیه السلام یقص علیه ما صدر و ما عملوه فیه، حتی غشی علیه من البكاء، و أنا أسمعهم و أشاهدهم، ففارقوه و انطرح كما كان أولا میتا [16] .


[1] في المصدر: فقطعت.

[2] و فيه: في أسر.

[3] اللهوف: 190، عنه البحار: 107 / 45، مثير الأحزان: 84.

[4] اللهوف: 190، البحار: 62 / 45 (نحوه).

[5] البحار: 125 / 45، العوالم: 368 / 17، مثير الأحزان: 85، مع اختلاف يسير، المناقب: 217 / 3.

[6] عنان السماء - بالكسر - ما بدالك منها اذا نظرتها، «منه رحمه الله».

[7] في الدمعة الساكبة: وعش في البيت نسور.

[8] الدمعة الساكبة: 4 / 384 و 385.

[9] ليس في المصدر.

[10] في المصدر: من جسد الحسين عليه السلام.

[11] في المصدر: رجل اليه.

[12] ليس في المصدر.

[13] ليس في المصدر.

[14] ليس في المصدر.

[15] مقتل الحسين عليه السلام: 157.

[16] الأنوار النعمانية: 254 - 253 / 3.